تاجر يجلس في كرسيه من فندقه، كان ذلك في المساء، إذ دخل رجل إلى فندقه، رجل لبس ثيابا جديدا يحسب أنه غني، واشترى الرجل طعاما وبدأ أن يأكله،حتى، لما صار الطعام نصفه باق فوقف الرجل أكله، ونظر حوله والتاجر يراقبه، والتفت التاجر لما رأى نظره إليه، ونظر إليه أيضا بعده، يلقي ذلك الرجل الطعام إلى كيسه، فرأى التاجر ذلك وسأل لنفسه : لم يأخذ هذا الرجل طعامه إلى بيته، أليس هو غني، حتى، خرج ذلك الرجل من الفندق، وتبعه التاجر، وهو يفكر عن حال الرجل وتبعه في مشيه، بعد مشي طويل وصل الرجل إلى بيت كالكوخ، والتاجر يتبعه ويراقبه، لما وصل إلى البيت دخل الرجل إلى بيته وقام التاجر خارجه، وهو يراقب ما يحدث في الداخل، فسمع التاجر صوتا، الرجل يقول لزوجته: لم يكن لي شغل في هذا اليوم، لأن مالكي لم يعط لي شغل، ولن يبقى في جيبي إلا درهم واحد، وكنت جائعا جدا، إشتريت به طعام من الفندق وأكل منه قليلا، فألقاه في الكيس أن أعطى لك وأبنائك، فقالت زوجته: نحن أيضا جائعون، ولا أريد أكله، فهل يكفي هذا الطعام لثلاث أبنائي، فحزن الرجل، لما سمع التاجر كلامهم ذهب إلى الدكان الأقرب، وإشترى منه طعاما، وجاء إلى البيت ووضع الطعام مع الدراهيم في خارج البيت، وطرق الباب وغاب إلى جانب البيت، وفتح الرجل الباب فعجب ففكر أهذا حلم، وأخذ الطعام وسأل في نفسه : من أعطى لنا هذا؟ من علم حالنا؟ والله أعلم، ودخل إلى البيت، وأكلوا الطعام بسرور، وفرح التاجر بسرورهم، ورجع التاجر إلى بيته بالفرح والسرور.
العبرة :
إذا نظرنا إلى حولنا، نرى أشخاصا يعيش بفرح ويلبس ثيابا جيدا، وإنه فقير متعفف، لا يريد أن يعلم فقره أحد، وعلينا أن نكتشفهم ثم ننصرهم
بقلم : محمد نذير | مجمع دار الفلاح الإسلامي
0 Comments